مسيرة حاشدة في زنجبار احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة

تعيش البلاد أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية خانقة تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وأساسيات معيشتهم، نتيجة التماطل السياسي المستمر والصراعات التي أرهقت المؤسسات وأعاقت أي جهود للإصلاح والتنمية. ومع ارتفاع تكاليف الحياة وتراجع القدرة الشرائية، يجد المواطن نفسه عاجزًا عن تلبية احتياجاته الأساسية وسط انهيار العملة وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. كما يعاني الموظفون من تأخر صرف الرواتب، مما يزيد من معاناتهم ويضاعف من عبء الحياة اليومية، في ظل تزايد الأزمات الصحية والتعليمية والخدمية في غياب رؤية سياسية موحدة.

في هذا السياق، شهدت مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، أمس الاثنين، مسيرة جماهيرية حاشدة وعصيانًا مدنيًا شارك فيه المئات من المواطنين، احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان. وجاءت هذه التحركات تلبية لدعوة لجنة الاحتجاجات الشعبية في دلتا أبين، للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه ما وصفته بسياسات “التجويع والإفقار”.

أدت الاستجابة الواسعة لدعوة العصيان إلى إغلاق المحال التجارية، في حين أوقف بعض السكان أنشطتهم اليومية، مما يعكس حجم المعاناة والاحتقان الشعبي بسبب التدهور الاقتصادي. انطلقت المسيرة من مختلف أحياء المدينة، حيث تعالت أصوات المحتجين بشعارات تدل على السخط الشعبي، مثل “يا للعار الشعب يموت من الأسعار”.

تميزت المسيرة بمشاركة بارزة للنساء، اللواتي أكدن على تضامنهن مع قضايا الشعب، ونددن بما وصفنه بسياسات التجويع المتعمدة. وقد تجمع المحتجون أمام المجمع الحكومي في زنجبار، حيث ألقى الأستاذ صالح سالم أبو الشباب، رئيس اللجنة التصعيدية، كلمة أكد فيها أهمية استمرار هذا الزخم الشعبي حتى تُلبى المطالب، مشددًا على ضرورة تخفيف الأسعار وإعادة العملة المحلية إلى مكانتها السابقة.

كما ألقت الناشطة نعمة أحمد كلمة أكدت فيها على ضرورة مواصلة التصعيد ضد سياسات التجويع، ودعت المجلس الانتقالي الجنوبي إلى القيام بواجبه الأخلاقي تجاه الشعب. بينما قال العميد محمد عكف إن هذه التظاهرات تعبير عن مطالب حقوقية بسبب تردي الأوضاع المعيشية، محذرًا من أن تصعيد الموقف سيكون حتميًا إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

تأتي هذه الاحتجاجات في وقت حساس، حيث يعيش المواطنون في معاناة متزايدة، مما يستدعي استجابة عاجلة من الحكومة لضمان توفير متطلبات الحياة الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى